السبت، 30 يونيو 2012

هيلين .. فاتنة طرواده


هيلين .. فاتنة طروادة

منذ أكثر من ثلاثين قرنا من الزمان، ظهرت هيلين ابنة ملك اسبرطة تينداروس من زوجته الحسناء ليدا ، 
و كانت الصبية اليونانية من الجمال بحيث زعم اليونان في خرافتهم ان أمها حملت فيها من كبير آلهتهم زوسر.
ذاعت شهرة جمال هيلين في جميع انحاء بلاد الأغريق فلم يبق أمير من أمرائها إلا و
 تطلع إلا زواجه منها يتاوفدون علي ابيها و كان الأب في حيرة من امره لا يعرف كيف يختار أمير 
دون ان يغضب الباقي  فكان يطاولهم و يماطلهم حتي أخذ يضيق صدرهم و يتململوا.
حينها جاء عوليس الحكيم و همس لعاهل اسبرطه بحكمة لتنقذه مما هو فيه ...
رد الملك علي عوليس بعد سماع نصيحه بالشكر و العرفان ، ثم دعا الملك رسله ليعلموا أمراء اليونان
 بأنه يرديهم و انه قد اتخذ قراره في شأن زواج ابنته هيلين و يدعوهم إلي موعد محدد في قصره.
و في الميعاد المحدد جاء الأمراء و وقفوا في حيرة من امرهم حتي ظهر الملك و ابنته هيلين ببشرتها البيضاء 
شعرها الذهبي بلون الشمس و عينان لها زرقة البحر و قوامها في قالب من الجمال
 لا يضارعه بين نساء العالمين.
و قد جعل الملك الأمراء يقسموا بألا يكون زوج هيلين مثار حسد بينهم وانهم سيصوانوا هذا الزواج ،
 و بعد ما اقسم الأمراء قال انه لن يختار و انه يترك الاختيار لأبنته .
 و قد جالت هيلين بنظرها بين الأمراء مرتين و ثم الثالثة ثم اختارت الأمير منلاوس.
و احتفلت اسبرطة بزواج هيلين ، و اقيمت الأعراس وفي الصباح اعلن الملك إن نزوله عن العرش لصهره بمثابة الهديه لعروسه!
و لم تمض غير سنوات حتي كان الشيخ قد مات ، تاركا علي عرش اسبرطة صهره منلاوس و الملكة هيلين و ابنتهما هرميون
***
كان في اتجاه اليونان في البلاد الواقعة شرقي بحر أيجه علي الشاطئ الآسيوي ، مدينة عزيزة الجانب ،
 شديدة المنعة ، قوية غنية ، هي طراوده و كانت مدينة قويه بين ربوة و البحر ، و
 كان الجالس علي العرش حينها بريام وهو في قصره الممرد الضخم سعيد باستقرار ملكه الضخم فخور بأولاده الخمسين
 و كان اشجعهم هكتور و اجملهم باريس. ولما كان الملك منذ مقتل أبيه علي يد العملاق هرقل و سبي أخته الصغيرة 
و ارغماها علي الزواج من ملك جزيرة سلاميس، و كان الملك غير مطمئن البال علي أخته بعدما جاءت أخبار
 عن أن اخته تلاقي معاملة سيئة من زوجاها ، فكر الملك في ان يبعث بابنه باريس لزيارة عمته  ، 
وأبحر باريس بمركب كبير مجعز و ما معه من اطياف الهدايا و الألطاف و كل نفيس وما برحت المركب أن وصلت إلي 
مبغها حتي ذهب باريس إلي القصر الملكي حيث استقبله زوج عمته بمراسم الأمراء و لكن باريس احس وراء كل 
ذلك جفاء و لم يمض غير يومين هناك و لكنه احس بما تعانيه عمته من فظاظة ، ولم يطل البقاء غير يومين 
ثم رفعت المركب مراسيها من ميناء سلاميس إلي اسبرطة . و ما جاءت الظهيره حتي كان قد وصل اسبرطه
 ورسله قد قدمت علي ظهور الخيل محملة بالهدايا تستأذن له في مقابلة ملك المدين.
و استقبل منلاوس باريس و دعاه في غير كلفة إلي مائدته و هما يأكلان إذا بأمراه أشبه بالحور الجنان تدخل و عليها مسحة من السأم 
و تلقي علي  منلاوس كلاما " ألا تزال معتزما السفر! و ينظر منلاوس مستنكرا غلي زوجته ولا يسعه إلا تعريف الاتثنين 
ثم الاعتذار لها و ما كان باريس ان وقعت عينه عليها حتي راعه جمالها واضطرم قلبه هياما بها و ما كان هذا
 الهيام يخفي عن هيلين و قد اعجبها و راقها وأرضي كبرياهها الذي جرحه الزوج ، و قد رأت ان باريس
 أجمل من زوجها و اجمل طلعه و ابهي ثيابا.
و لما كان منلاوس ينبغي عليه السفر فقد استأذن باريس في الانصراف
 و تبعه بعدة منلاوس ليبدأ سفره.
و بقيت هيلين في الدار تفكر في باريس و تقارنه بزوجها فهو اجمل و اكثر شبابا ، 
و كان اليوم عيد أفروديت و الناس يحتفلون به جميعا ، و حينها أحست هيلين في انها بحاجة
 للتعبد للربه فجمعت جورابها و القرابين و ذهبت للمعبد و ما لبثت ان جلست تي كان إلي جانبها باريس يتعبد للربة، و 
قامت هيلين فإذا بها و باريس وجها لوجع و إذا هو يمسك بذراعها فلا تصده و اذا هو يخرج بها من المعيد فتنقاد إليه و
 هما ينطلقان كالشها إلي الميناء ، و اذا بالسفينة الطروادية تغادر الأرض اليونانية حاملة معها أيه الجمال.
غضبت اليونان كلها للمهانة التي لحقت بها فحمل السلاح وق المائة ألف يوناني 
بفيادة شقيق الزوج المغصوب ( أجاممنون) ملك أرجوس . و ذهبوا إلي طروادة و هنا وقع الصدام الذي
  تغني بأحداثه هوميروس، و امتنعت المدينة الحصينة علي جيوش اليويانيين ولم يسفر القتال عن فوز لأحد الطرفين
 فاعتد اليونانيين علي الحصار ، و لم يدخلوا طرواده إلا بالحيلة و كلنها نعرفها و هي الحصان و
 قد قتلوا الكثير و سبوا النساء و لكن عادول و معهم هيلين لتشرق علي اليونان من جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق